مشعل: هذه شروطنا للدخول في عملية السلام
أعلن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن حركته مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة في إيجاد حل سلمي للصراع العربي الإسرائيلي ينطلق من إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، إذا ما وافقت الأخيرة على عدة شروط تبدأ بالضغط على إسرائيل لرفع الحصار عن غزة ووقف بناء المستوطنات، وصولا إلى الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية، بحسب ما نقلته عنه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية. واعتبر مراقبون أن مشعل اختار بالإعلان عن هذه الشروط وفي هذا التوقيت بالذات الرد على حملة الضغط المكثفة التي تجريها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الدول العربية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل مقابل إقناع الأخيرة بمجرد وقف البناء في المستوطنات.
وفي المقابل رفضت الولايات المتحدة الاستجابة لشروط مشعل، أو حتى مجرد الدخول في حوار مباشر مع حماس إلا في حالة قبول الأخيرة بشرطيها الأساسيين، وهما الاعتراف بإسرائيل ونبذ "الإرهاب"، في إشارة إلى المقاومة المسلحة.
وقال مشعل (53 عاما) في مقابلة أجرتها معه الصحيفة في منفاه بدمشق ونشرتها في عدد الجمعة، إن حركته، بجناحيها السياسي والعسكري، ستلتزم بهدنة فورية لوقف إطلاق النار مع إسرائيل وإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس منذ عام 2006 جلعاد شاليط إذا ما رفعت إسرائيل الحصار المفروض على غزة منذ عامين، وأوقفت البناء في المستوطنات.
كما أن الحركة -تابع مشعل- تقبل بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 المنصوص عليها في اتفاقات السلام الفلسطينية مع إسرائيل إذا ما قبلت الأخيرة بعودة ملايين اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم، والاعتراف بأن القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية.
وأضاف القيادي البارز: "حماس والجماعات الفلسطينية الأخرى جاهزون للتعاون مع أي جهود أمريكية أو دولية أو إقليمية لإيجاد حل عادل للصراع العربي الإسرائيلي، يتم خلاله إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ويعيد الحق للشعب الفلسطيني في تقرير مصيرهم".
واستطرد قائلا: "حماس لن تكون عقبة أمام السلام؛ فقد قبلنا مع منظمات فلسطينية أخرى بدولة فلسطينية على حدود 1967، وهذا هو برنامجنا الوطني".
ولم يشر مشعل إلى أن حركته ستعترف بإسرائيل، غير أن الصحيفة نقلت عمن قالت إنهم محللون ودبلوماسيون عرب وغربيون أن مجرد القبول مبدئيا بالدخول في عملية تسوية سليمة مشروطة هو خطوة أولى للاعتراف بإسرائيل، أو هو شبه اعتراف بها.
ولفت مشعل إلى أن حركته "في انتظار أن يقدم أوباما ومبعوثه لعملية السلام جورج ميتشل خططا أوسع لإطلاق محادثات سلام الشرق الأوسط".
ويشير مشعل في ذلك إلى رغبته في أن تتنقل الإدارة الأمريكية من خطتها الحالية القائمة على إقناع إسرائيل بالتوقف عن البناء في المستوطنات مقابل إقناع الدول العربية بالتطبيع معها؛ حيث قال مشعل لصحيفة "وول ستريت جورنال": "وقف بناء المستوطنات خطوة جيدة ولكنها جزء من الحل وليست الحل كله"، في إشارة إلى تغيب جهود الإدارة الأمريكية عن ملفي حق عودة اللاجئين ومصير القدس.
"تصالح"
وبحسب تحليل الصحيفة الأمريكية فإن ما وصفته بالنبرة والمواقف "التصالحية" التي أبداها مشعل تجاه واشنطن والغرب في الشهور الأخيرة "تأتي بسبب التغيرات الواضحة في سياسات وقوة حلفاء الحركة الرئيسيين مثل سوريا وإيران وحزب الله في لبنان".
وأوضحت أنه بالنسبة لسوريا فإن مسئولين سوريين أبلغوا حماس هذا الأسبوع بأن عليها أن تلعب دورا في تهيئة الأجواء لمحادثات السلام العربية مع إسرائيل.
ونقلت عن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الإثنين الماضي قوله: "نعتقد أن حماس تطورت، إنهم يأملون الآن في بناء دولة فلسطينية".
وبالنسبة لحزب الله فقد "تراجعت قوته" السياسية بعد هزيمته أمام معسكر 14 آذار (تحالف تيار المستقبل) المقرب من الولايات المتحدة في الانتخابات التشريعية يونيو الماضي، كما أن إيران "غارقة" الآن في مشاكلها الداخلية الخاصة بالتوتر الحاد بين حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد والمعارضة التي ترفض الاعتراف بفوزه بولاية رئاسة ثانية، بحسب تحليل الصحيفة الأمريكية.
ولكن هذه اللهجة "التصالحية" التي ظهرت تجاه الولايات المتحدة والغرب لم تظهر تجاه إسرائيل، وقال مشعل للصحيفة في هذا الصدد: "أنا لا أهتم بإسرائيل.. إنها عدونا الذي يحتل أرضنا ويقتِّل أولادنا ونساءنا".
ولكن لعدد من المحللين والمراقبين تحليل آخر لتصريحات مشعل للصحيفة الأمريكية؛ حيث يضعونها في سياق محاولة من حركة حماس لتخفيف الضغط الأمريكي على الدول العربية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل مقابل ثمن "بخس"، بحسب رأي الحركة، وهو وقف البناء في المستوطنات مع إهمال ملفي اللاجئين والقدس، لأنه بتأكيد حماس أنه لا سلام إلا بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس ومفتوحة أمام اللاجئين، فإن بعض الدول العربية ستظل مقيدة أيضا بهذه الشروط أمام شعوبها إذا ما أبدت ميلا لتطبيع شامل للعلاقات مع إسرائيل.
"تنازلات أكثر"
ورفضت الولايات المتحدة الدخول في حوار مباشر مع حركة حماس حول الشروط التي أعلنها مشعل، مطالبة إياها بتقديم مزيد من التنازلات كي يتمكن الجانبان من اللقاء والتحاور.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسئول في الإدارة الأمريكية قوله: "الرئيس أوباما قال في وقت سابق إن واشنطن لن تدخل في حوار مباشر مع حماس إلا إذا اعترفت الأخيرة بإسرائيل ونبذت الإرهاب".
وفي إسرائيل قال متحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "مارك ريجيف": إن "أي شخص يتتبع تصريحات مشعل في الشهور الأخيرة يرى بوضوح أنه بالرغم من محاولاته للعب بالألفاظ لإعطاء الانطباع بأن حركته باتت تتبنى سياسة معتدلة فإنه يظل منغمسا في الفكر الإيدولوجي المتطرف والأصولي الذي يرفض السلام والمصالحة"
_________
-رحبت حركة فتح بالخطاب الذي القاه مشعل مساء اليوم في القاهرة والذي اعلن فيه عن عقد لقاء وطني برعاية مصرية الشهر المقبل لتوقيع اتفاق مصالحة ينهي حالة الانقسام .
وقال جبريل الرجوب في لقاء متلفز لقناة الجزيرة ان فتح ترحب باللهجة التصالحية في خطاب مشعل وقلوبنا وايدينا ممدودة لكل من يتطلع للوحدة لانهاء الانقسام ".
وكان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قد كشف ان المصريين يعكفون على بلورة صيغة نهائية للمصالحة الوطنية حيث سيتم دعوة كافة الفصائل الشهر المقبل لتوقيع الاتفاق.
ووصف مشعل اللقاء مع الوزير عمر سليمان بانه ايجابي جدا , وقال": اللقاء ايجابي جدا بحثنا مختلف الامور والتي نعتبرها ورقة تصلح ارضية لتحقيق المصالحة وتجاوبنا معها وبحثنا مختلف جوانبها ".
وقال مشعل اخبرنا الوزير سليمان بانهم وفي الايام القادمة سيعملون على صياغة نهائية لمشروع المصالحة وسيدعون كافة فصائل العمل الوطني الشهر المقبل لابرام هذه المصالحة".
وقال مشعل :نمد ايدينا الى الاخوة في فتح والفصائل الاخرى للمصالحة".
وشرح مشعل اسباب عدم رد حركته بورقة مكتوبة على الورقة المصرية, بالقول": ما رغبنا ارسال ورقة مكتوبة بل حرصنا على الحضور للقاهرة للتاكيد على موقفنا الداعم لابرام اتفاق مصالحة ينهي حالة الانقسام".
وبدا مشعل لقاءه الصحفي بالحديث عما يجري في القدس من اعتداءات اسرائيلية لا سيما ما حدث امس من اقتحام المستوطنين له واندلاع مواجهات اسفرت عن سقوط اصابات بين الفلسطينيين , وقال": ما يحدث في القدس خطر وما يحدث له بعد سياسي يتعلق باي تسوية قادمة لجهة تصفية القضية الفلسطينية".
وفي موضوع القدس دعا مشعل الى:
1-وحدة الموقف الفلسطيني لانهاء حالة الانقسام والاسراع بابرام اتفاق مصالحة للتصدي للاحتلال
2-دعا الى وقف التنسيق بين السلطة واسرائيل
3- دعا الدول العربية والاسلامية الى تحمل مسؤولياتها تجاه القدس وادارة علاقاتها مع الادارة الامريكية على اساس مصالحنا في القدس وفلسطين
4- دعا الجماهير العربية والاسلامية الى التضامن مع الشعب الفسطيني وما يحدث في القدس
5-اقول لامريكا ان هذا السكون لا تقرؤوه خطا ولا تبيعونا كلاما وتبيعوا اسرائيل دعما ونحن لن نقف مكتوفي الايدي تجاه ما يحصل في القدس وفلسطين